يستطيع أحد أن يشكك في حرص الوالدين على تنشئة الأولاد تنشئة سليمة، وعلى إحاطتهم بالرعاية والعناية التامة، ليضمنوا لهم نمواً سليماً، وتفوقاً في حياتهم العملية.
ولكن ذلك لا يعني أبداً أنهم يقدمون أفضل الطرق والوسائل للوصول إلى هذه النتائج،بل ربما يقع الوالدين في كثير من الأخطاء التي تحول دون تحقيق أهدافهم، وتنعكس سلباً على شخصيتهم.
وسنتناول فيما يلي بعض الأخطاء التي يقع الأهل فيها كثيراً أثناء تعاملهم من الأولاد.
1- الخضوع الزائد لرغبات الطفل:
يظن الأهل أن تحقيق جميع رغبات الطفل يدل على عنايتهم بأولادهم، ولكن هذا السلوك يعتبر خطراً كبيراً على نمو شخصية الطفل.
إن تلبية طلبات الطفل في السنة الأولى أمر طبيعي لأنه لا يدرك حقائق الأشياء، ولا يملك إرادة وصبراً على عدم الاستجابة، ولكن من الواجب أن نعود الطفل ابتداء من مطلع السنة الثانية بشكل تدريجي يتناسب مع درجة تطوره وفهمه أن هناك حدوداً عليه ألا يتخطاها، كما أن عليه احترام ظروف الآخرين ورغباتهم.
2- المطالبة بالكمال:
يرغب الأهل في أن يستدركوا ما فاتهم من خلال أولادهم، ولذلك يطلبون من أولادهم في كثير من الأحيان أن يبذلوا جهوداً قد تكون فوق طاقاتهم وإمكاناتهم لمجاراة أقرانهم وزملائهم في المدرسة أو العمل، ويركز الأهل على ذلك تركيزاً شديداً، وعندما يعجز الطفل عن مجاراة رغبة الأهل في ذلك يشعر بالنقص عند مقارنته بالأطفال الآخرين وقد يتجذر الشعور بالنقص في شخصيته ليسبب ضعفاً في الشخصية.
3- الإفراط في التوجيه:
لا بد من مراقبة الأولاد ومتابعتهم، ولكن بشرط أن يكون ذلك بطريقة حكيمة لا يشعر الأولاد من خلالها بعبء تدخل الأهل في تفاصيل حريتهم الشخصية.
مثلاً عندما يلعب الطفل مع أصدقائه، أو مع ألعابه وهو منسجم ومندمج بهذا اللعب، ثم تأتي والدته لتطلب منه تغيير ملابسه، وعندما يرفض الطفل ذلك تصرُّ على أن تأخذه رغماً عنه، وهنا يشعر الطفل أن والدته قد حرمته من لحظة ممتعة.
ويرتبط بذهنه أن تدخل والدته وتوجيهاتها ستؤدي دائماً إلى مثل هذه النتيجة.
4- الإفراط في العقاب:
يلجأ بعض الأهل إلى معاقبة الطفل عند كل صغيرة وكبيرة، وقد يكون العقاب شديداً لا يتناسب مع درجة ونوع الخطأ، كما أنه لا يتناسب مع نضج الطفل العقلي والجسمي وفي هذه الحالة من الخطأ معاقبته، وإنما يجدر تنبيهه وإرشاده إلى جادة الصواب، وفي حال تكرار الخطأ يمكن تحذيره ثم معاقبته بشكل خفيف ومتدرج حتى يستقيم سلوكه، ويرجع عن ذلك الخطأ.