تكثر العائلات والأسر التي تشكو من ممارسة أطفالهم للكذب، وفي أبحاث أجريت في انجلترا على عدد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة، كشفت أن الأطفال الذين يلجئون للكذب تزيد نسبة ذكائهم عن الأطفال الصادقين وأن الحالة النفسية التي تتشكل عند الطفل هي امتداد لحالة الأم النفسية أثناء الحمل والرضاعة، فإن كانت الأم في حالة غير مستقرة، وفي مزاج متعكر، جاء طفلها عصبي المزاج، وكثير الكلام، متوتر غير مستقر .
ومن أهم الأخطاء التي يرتكبها الآباء معاتبة أبنائهم بالعنف والضرب وهذا بدوره يجعل الطفل مستمراً على حاله بل يطورها حتى يصبح الكذب عادة سيئة لا يمكن الاستغناء عنها وقد يكون العنف احد الأسباب في كذب الأطفال، فهو يبعد التهم عن نفسه بالكذب ليهرب من العقاب.
وقد لا يكون للطفل كيان أو شخصية في بعض الأسر، لعدم مشاركتهم له في الرأي، فيقوم الطفل بالكذب واختلاق القصص التي تجعل منه شخصية يقتدى بها بين أصدقائه وزملائه وجيرانه، وهو بهذا يصنع له شخصية بدل تلك المفقودة عند أبويه،
ونلاحظ أيضاً أن الحالة الاقتصادية عند بعض الأسر قصد الفقر وكثرة المشاكل الأسرية الناتجة عن الفقر، تجعل الطفل وهو الغيور بطبعه، يمتلك كل شيء على وجه الأرض بالكذب ليكمل النقص الذي يعيشه في البيت.
وهنالك بعض الآراء التي ترى أن الكذب لا يولد مع الطفل بالوراثة إنما هو يتعلمه من الوسط الذي يعيش فيه وهو البيت والمدرسة والشارع، وما يعنينا هنا هو البيت فهو الأساس لأن الطفل عندما يشاهد أحد والديه يستخدم الكذب في حديثه مع أصدقائه فيتبادر إليه بأنه سلوك جيد لذا فهو يسعى إلى تقليده حيث يعد والديه مثله الأعلى في حياته.
وعليه يجب على الآباء مراجعة أنفسهم أولاً والنظر إلى الأسباب التي تؤدي للكذب عند الأطفال ، ومعالجة هذه الأسباب قبل البدء بمعاقبة الطفل على أفعاله.